وفي أيام المنصور نبغت الدولة البرمكية. وكان السفاح قد استورد بعد أبي سلمة خالد بن برمك من رجال الدولة العباسية. وكان خالد فاضلا جليلا كريما حازما يقظا خف على قلب الخليفة وكان عظيم المنزلة عنده. فكثر الوافدون على باب خالد ومدحه الشعراء وانتجعه الناس. فلما تولى المنصور الخلافة أقره على وزارته وأكرمه واستشاره. وكانت وفاة المنصور سنة ثمان وخمسين ومائة ببير ميمونة على أميال من مكة وهو محرم بالحج وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكان طويلا أسمر نحيفا خفيف اللحية رحب الجبهة كأن عينيه لسانان ناطقان. صارما مهيبا ذا جبروت وسطوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015