أذيل ماء جفوني بعده أسفا ... لماء وجهي الذي قد كان يحميه

جار من الدمع لا ينفك يطلقه ... من كان يطلق بالأنعام جاريه

ومهجة كلما فاهت لوعتها ... قالت رزية مولاها لها ايه

ليت المؤيد لا زادت عوارفه ... فزاد قلبي المعنى من تلظيه

ليت الأصاغر يفدى الأكبرون بها ... فكانت الشهب في الآفاق تفديه

الطبري (224-310هـ) (829-923م)

أبو جعفر محمد بن جرير صاحب التفسير الكبير والتاريخ الشهير. كان أحد أئمة العلماء بحكم قوله يرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره. وكان بصيرا عارفا بأيام الناس. وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها لم يقلد فيه أحدا. واستوطن الطبري بغداد وأقام فيها حتى توفي. وكان أسمر إلى الأدمة أعين نحيف الجسم مديد القامة فصيح اللسان ذكر له أبو إسحاق الشيرازي شعرا:

إذا أعرت لم يعلم شقيقي ... واستغني فيستغني صديقي

حبائي حافظ لي ماء وجهي ... ورفقي في مطالبتي رفيقي

ولو أني سمحت ببذل نفسي ... لكنت إلى الغنى سهل الطريق

تقي الدين المقريزي (766-845هـ) (1365-1442م)

هو أحمر بن عبد الصمد الشيخ الإمام العالم البارع عمدة المؤرخين وعين المحدثين تقي الدين المقريزي البعلبكي الأصل المصري الدار والوفاة. نشأ بالقاهرة وتفقه على مذهب الحنفية. ثم تحول شافعيا بعد مدة طويلة. وتفقه وبرع وصنف التصانيف المفيدة النافعة الجامعة لكل علم. وكان ضابطاً مؤرخاً مفنناً محدثاً معظماً في الدول. وفي حسبة القاهرة أول ولايته من قبل الملك الظاهر برقوق عوضا عن شمس الدين محمد النجانسي ثم عزل بالقاضي بدر الدين العينتابي ثم وليها عنه أيضا وولي عدة وظائف دينية. وعرض عليه قضاء دمشق في أوائل الدولة الناصرية فأبى أن يقبل ذلك. وكان إماماً مفنناً كتب الكتب الكثيرة بخطه وانتقى أشياء وحصل الفوائد. واشتهر ذكره في حياته وبعد موته في التاريخ وغيره. حتى صار به يضرب المثل. وكان له محاسن شتى ومحاضرة جيدة إلى الغاية لاسيما في ذكر السلف من العلماء والملوك وغير ذلك. وكان منقطعا في داره ملازما للعبادة قل أن يتردد إلى أحد إلا لضرورة. وقرأت عليه كثيرا من مصنفاته وكان يرجع إلى قولي فيما أذكره له من الصواب ويغير ما كتبه أولا في مصنفاته. وانتفعت به واستفدت منه وكان كثير الكتباة والتصنيف. وصنف كتبا كثيرة من ذلك إمتاع الأسماع في ستة مجلدات وهو كتاب نفيس وله كتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015