الخبر عن البشر ذكر فيه القبائل في أربعة مجلدات وعمل له مقدمة في مجلد. وكتاب السلوك في معرفة دول الملوك في عدو مجلدات يشتمل على ذكر ما وقع من الحوادث غلى يوم وفاته. وله تاريخه الكبير المقفي في تراجم أهل مصر والواردين إليها ولو كمل هذا التاريخ تجاوز الثمانين مجلدا. وله كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار في عدو مجدلات وهو في غاية الحسن. وكتاب مجمع الفوائد ومنبع العوائد كمل منه نحو الثمانين مجلدا كالتذكرة وكتاب شذور العقود وكتاب الأوزان والأكيال الشرعية. وكتاب إزالة التعب والعناء في معرفة الحال في الغناء. وكتاب المقاصد السنية في الأجسام المعدنية. وله عدة تصانيف أخر ولم يزل ضابطا حافظا للوقائع والتاريخ إلى أن توفي ودفن بالقاهرة (المنهل الصافي لأبي المحاسن)

الواقدي (130-207هـ) (747-823م)

أبو عبد الله محمد الواقدي المدني مولى بني هاشم. كان إماما عالما له التصانيف في المغازي وغيرها. وله كتاب الردة ذكر فيه ارتداد العرب. ويعزى إليه تاريخ فتوح الشام والجزيرة وغيرهما. وتولى الواقدي القضاء بشرقي بغداد وكان المأمون يكرم جانبه ويبالغ في رعايته. ومن غريب ما أخبر الواقدي عن نفسه ما نصه قال: كان لي صديقان أحدهما هاشمي وكنا كنفس واحدة فنالتين ضائقة شديدة وحضر العيد. فقالت امرأتي: أما نحن في أنفسنا فنصبر على البؤس والشدة. وأما صبياننا هؤلاء فقد قطعوا قلبي لأنهم يرون صبيان الجيران قد تزينوا في عيدهم وأصلحوا ثيابهم وهم على هذه الحال من الثياب الرثة فلو احتلت في شيء فصرفته في كسوتهم. (قال) فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة علي بما حضر فوجه إلي كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف درهم. فما استقر قراري حتى كتب إلي الصديق الآخر يشكو مثل ما شكوت لي صاحبي الهاشمي. فوجهت إليه الكيس بختمه وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلتي مستحيا من امرأتي. فلما دخلت عليها استحسنت ما كان مني ولم تعنفني عليه. فبينا أنا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته. فقال لي: أصدقني عما فعلته فيما وجهت به إليك. فعرفته الخبر على وجهه فقال لي: إنك وجهت إلى وما أملك على الأرض إلا ما بعثت به إليك. وكتبت إلى صديقنا أسأله المواساة فوجه كيسي بخاتمي. قال الواقدي: فتواسينا ألف درهم فيما بيننا. ونمى الخبر إلى المأمون فدعا بي فشرحت له الخبر فأمر لنا بسبعة آلاف دينار لكل واحد منا ألفي دينار وللمرأة ألف دينار (وفيات الأعيان لابن خلكان)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015