ملك العالمين نجم بني أيو ... ب ولا زال في المعالي مهابا

جئت ملأى من الثناء عليه ... من شكوري احسانه والثوابا

لست ممن له خطاب ولكن ... قد كفاني أريج عرفي خطابا

ثم قفل غلى مصر ولقي هاء الدين زهيراً وجمال الدين بن مطروح. ثم تحول إلى دمشق ودخل على السلطان المعظم وحضر مجلس خلوته. ودخل الموصل وبغداد ورحل إلى البصرة ودخل أرجان ثم عاد إلى المغرب. وصنف في رحلته مجموعا سماه بالنفحة المسكية. واتصل بخدمه الأمير أبي عبد الله المستنصر فنال الدرجة الرفيعة من حظوته إلى أن توفي بتونس.

فلاسفة الإسلام وأطباؤهم

(ابن رشد 595هـ - 1198م) (الرازي 311هـ - 923م)

ابن رشد هو أبو الوليد المالكي وزير دهره وعظيمه وفيلسوف عصره وحكيمه. وكان عالماً بالرأي متفنناً للعلوم تولى رئاسة الفتاوى في مراكش ثم استوطن إشبيلية فاشتهر بالتقدم في علم الأول حتى فاق أهل زمانه وطارد ذكره إلى أقطار الأندلس والمغرب فاستدعاه سلطان مراكش إلى حاضرته ولقي عنده حظوة وشمله بالصلات والمكارم وكانت وفاته في مراكش وله تآليف جليلة عزيزة الوجود منها الكليات في الطب وتعريب مصنفات أرسطاطاليس وتلخيصها. وأما الرازي فهو أبو بكر بن زكريا المشهور أقبل في شبيبته على دراسة كتب الطب والفلسفة والكيمياء قرأها قراءة رجل متعقب على مؤلفيها فبلغ من معرفة غوابرها الغاية وأضحى إمام وقته في الطب وعلوم الأوائل والمشار إليه في ذلك العصر تشد غليه الرحال لأخذها عنه وصنف فيها الكتب النافعة فمن ذلك كتاب الحاوي وهو عمدة الأطباء في النقل منه والرجوع إليه عند الاختلاف. ومنها كتاب في إثبات صناعة الكيمياء وتصانيف كثيرة كلها يحتاج إليها. ودبر الرازي مارستان الري وبغداد في أيام المكتفي وعمي في آخر عمره

ابن زهر (507-595هـ ((1114-1198)

كان من أهل بيت كلهم علماء رؤساء حكماء وزراء نالوا المراتب العلية وتقدموا عند الملوك ونفذت أوامرهم. قال الجاحظ: وكان ابن زهر بمكان من اللغة مكين. ومورد من الطب عذب معين كان يحفظ شعر ذي الرمة وهو ثلث لغة العرب مع الإشراف على جميع أقوال أهل الطب والمنزة العليا عند أصحاب المغرب مع سمو النسب وكثرة الأموال والنشب. ومن شعره قوله:

ولي واحد مثل فرخ القطا ... صغير تخلف قلبي لديه

نأت عنه داري فيا وحشتا ... لذلك الشخيص وذاك الوجيه

تشوقني وتشوقته ... فيبكي علي وابكي عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015