والمخلاة والكشكول فيه كل نادرة من علوم شتى وتشريح الأفلاك وغير ذلك من الرسائل المختصرة والفوائد المحررة. وكان مولده بقزوين ثم خرج من بلده وتنقلت به الأسفار إلى أن وصل إلى أصفهان. فوصل خبره إلى سلطانها شاه عباس فطلبه لرئاسة العلماء. فوليها وعظم قدره وارتفع شأنه ثم دخل مصر. وامتدح بها الأستاذ أبا الحسن البكري بقصيدة مطلعها:
يا مصر سقيا لك من جنة ... قطوفها يانعة دانية
ثم قدم القدس ولزم فناء المسجد الأقصى. وكان متسما بلبس السياح مؤنسا بالوحشة دون الإيناس. ثم أقلع إلى حلب ورجع إلى أصفهان فتوفي فيها (لأحمد المتنبي)
هو أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم المعروف بالحصري القيرواني الشاعر المشهور. له ديوان شعر وكتاب زهر الآداب وثمر الألباب جمع فيه كل غريبة في ثلاثة أجزاء. وكتاب المصون في سر الهوى المكنون. في مجلد واحد فيه ملح وآداب. ذكره ابن الرشيق في كتابه الأنموذج وحكى شيئا من أخباره وأحواله وأنشد جملة من أشعاره وقال: كان شبان القيروان يجتمعون عنده ويأخذون عنه. ورأس عندهم وشرف لديهم. وسارت تأليفاته وانثالت عليه الصلات من الجهات. وتوفي أبو إسحاق المذكور بقيروان
هو أبو سعيد عبد الملك الباهلي من أبناء عدنان. وكان عالما عارفا بأشعار العرب وآثارها. كثير التطوف في البوادي لاقتباس علومها وتلقي أخبارها. فهو صاحب غرائب الأشعار. وعجائب الأخبار. وقدوة الفضلاء. وقبلة الأدباء. قد استولى على الغايات في حفظ اللغات وضبط العلوم الأدبيات. صاحب دين متين. وعقل رصين. وكان خاصا بالرشيد آخذا لصلاته. وله من التصانيف كتاب خلق الإنسان وكتاب الأجناس وكتاب الأنواء وكتاب الخيل وكتاب الإنشاء وكتاب الأمثال وكتاب النوادر وكتاب النبات وغير ذلك وكان هارون الرشيد قد استخلصه لمجلسه. وأجازه علي أبو يوسف القاضي بجوائز كثيرة وعمر نيفا وتسعين سنة ورثاه الحسن بن مالك:
لا در نبات الأرض إ فجعت ... بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا
عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى ... في الناس منه ولا من علمه خلفا
هو أبو بشر عمرو الحارثي وسيبويه ومعناه بالفارسية رائحة التفاح. وكان من