الشريشي (557-619هـ) (1162-1222م)

هو الكمال أبو العباس أحمد من أهل شريش. وله تآليف أفاد بما حشد فيها منا جمع مشاهير قصائد العرب وشروح لقمامات الحريري كبير ووسط وصغير وفي الكبير من الآداب ما لا كفء له. لم يترك منها فائدة إلا استخرجها. ولا فريدة إلا استدرجها. ولا نكتة إلا علقها. ولا غريبة إلا استحقها. فجاء شرحه يغني عن كل شرح. وكان الشريشي يقرئ العربية وأخذ عنه جماعة وأقام في بلنسية ثم رحل إلى اشبيلية وانتقل إلى المشرق. وكانت وفاته بشريش بلده.

ابن أبي الرندقة الطرطوشي (451-520هـ) (1059-1126م)

هو الفقيه العالم أبو بكر الفهري الطرطوشي صاحب سراج الملوك وكفى هذا الكتاب دليلا على فضله. وكان زاهدا عابدا متورعا متقللا من الدنيا قوالا للحق. وكان يقول: إذا عرض لك أمر دنيا وأخرى فبادر بأمر الأخرى يحصل لك أمر الدنيا. وصحب بسرقسطة القاضي أبا الوليد وأخذ عنه مسائل في الحساب والفرائض. وقرأ الأدب على أبي محمد بن حزم بمدينة اشبيلية ثم رحل إلى المشرق سنة ست وسبعين وأربعمائة. ودخل بغداد والبصرة فتفقه هنالك عند أبي بكر الشاشي وأبي محمد الجرجاني وسمع بالبصرة من أبي علي التستري. وسكن الشام مدة ودرس بها وكان راضيا باليسير. قال الصفدي في ترجمة الطرطوشي: أن الأفضل ابن أمير الجيوش أنزله في مسجد شقيق الملك بالقرب من الرصد وكان يكرهه. فلما قتل الأفضل ولي بعده المأمون بن البطائحي فأكرم الشيخ إكراماً كثيراً أوله ألف الشيخ سراج الملوك. ومن تآليفه مختصر تفسير الثعالبي والكتاب الكبير في مسائل الخلاف. وتوفي بالإسكندرية وشهرته تغني عن الأطناب فيه. وحكي أنه كتب على سراج الملوك الذي أهداه لولي الأمر بمصر:

الناس يهدون على قدرهم ... لكنني أهدي على قدري

يهدون ما يفنى وأهدي الذي ... يبقى على مر الأيام والدهر (للمقري)

بهاء الدين العالمي (953-1031هـ) (1547-1622م)

الشيخ العلامة اللوذعي بهاء الدين بن حسين العاملي هو علم الأئمة الأعلام. وسيد علماء الإسلام. وبحر العلم المتلاطمة أمواجه. وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه. وطود المعارف الراسخ. وفاؤها الذي لا تحد له فراسخ. وجوادها الذي لا يؤمل له لحاق. وبدرها الذي لا يعتريه محاق. إليه انتهت رئاسة المذهب والملة. وبه قامت قواطع البراهين والأدلة. جمع فنون العلم فانعقد عليه الإجماع وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والأسماع. فما من فن إلا وله فيه القدم المعلى. والمورد العذب المحلى. إن قال لم يدع قولاً لقائل. أو طال لم يأت غيره بطائل. ومن مصنفاته التفسير المسمى بالعروة الوثقى والزبدة في الأصول وخلاصة الحساب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015