ووالاه جزيل ما أولاه. وأيده بالهيبة سلطانه. وثبت بالبقاء أركانه.

وكتب إلى أبي طاهر وزير أبي علي بن إلياس بكرمان

كتب ولما اتصل بي خبر المصيبة لم أملك من قلبي إلا ما شغلته بها. ولا من عيني إلا ما بكيت به لها. ونزل بي ما ينزل بمن قارعه الزمان عن واحده ونازعه الموت في بعض نفسه. وزل عن يده الذخر الذي ادخره لصروف الزمان. وسلب السيف الذي لم يزل يعده للقاء الأقارن. ثم تنجزت موعود الله تعالى بالصبر والغزاء. ولقد كانت المصيبة بفلان جراحة لا دواء لها إلا الصبر. وخسرانا لا جبر له إلا الأجر. فها أنا أيد الله تعالى الشيخ جريح يد الدهر ولا طبيب لمن جرحه. وسليب يد الموت ولا ضامن لمن اجترحه. وقد دفنت يدي بيدي. وبكيت على عيني بعيني. وأفردت في نفسي عن نفسي والرزية بمثل فلان رزايا. كما أن العطية كانت ببقائه عطايا. ولكن لا كثير من المصائب مع التأدب بأدب الله تعالى. كما لا قليل من المواهب مع الإيمان بالله تعالى. رحم الله فلانا الجامع لمحاسن الآداب. الشيخ حلما وإن كان غض الشباب. فلقد اختضر وهو فتي السن. واهتصر وهو رطب الغصن. وكسوف البدر عند تمامه أوقع. وكسر العود عند اعتداله أوجع:

إن الفجيعة بالرياض نواضراً ... لأشد منها بالرياض ذوابلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015