وأمتعه بك طويلا. فما سؤت بديلا. والسلام
كتبت وأنا مقسم بين فرحة وترحة. ومردد بين محنة ومنحة. أشكو جليل الرزية. وأشكر جزيل العطية وأسأل الله تعالى للأمير الماضي الغفران والرحمة. وللأمير السيد التأييد والنعمة. فإن المصيبة بالماضي وإن كانت تستوعب الصبر. فإن الموهبة في الباقي تستنفد الشكر. والحمد لله الذي كسر. ثم جبر. وسلب. ثم وهب. وابتلى. ثم أولى. وأخذ ثم أعطى. كتب على المشرق خاصة. بل علي الدنيا كافة. أن تطمس آثارها. وتظلم أقطارها. وتهب ريح الخراب عليها. وتنظر عين الكمال إليها. حتى ذبلت شجرة المملكة. ووهن ركن الملة. وطرف ناظر الدولة. وانثلم جانب الدعوة. ثم استدرك الله تعالى برحمته خلقه. فرد إلى الأمير حقه. وقرت الدولة في قرارها. وعادت النعمة إلى نصابها. وطلعت الشمس من مطلعها. ووضعت الرئاسة في موضعها. فأنا الآن بين شاكية الأيام وشكرها وبين حرب الدهر وسلمه. أبكي وأنا ضاحك وأضحك وأنا باكي العين. إلا أن الضحك علي أغلب. والفرح إلي من الغم أقرب. لأن المصيبة ماضية. والنعمة باقية. رحم الله الماضي رحمة تهون علينا مصرعه. وتبرد له مضجعه. وتضاعف حسناته. وتمحو سيئاته. وأعان الأمير على رعاية ما استرعاه. وألهمه شكر ما أعطاه. وتولاه فيما ولاه.