الباب السادس عشر في التراجم

فقهاء المسلمين وخطباؤهم

ابن الجوزي (510-597 هجرية) (1117-1201 مسيحية)

هو أبو الفرج عبد الرحمان الواعظ الملقب جمال الدين الحافظ. كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ. صنف في فنون عديدة منها زاد المسير في علم التفسير أربعة أجزاء أتي فيه بأشياء غريبة. وله في الحديث تصانيف كثيرة وله المنتظم في التاريخ وهو كبير. وله الموضوعات في أربعة أجزاء ذكر فيها كل حديث موضوع. وكتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئا كثيرا والناس يغالون في ذلك حتى يقولوا أنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسع كراريس. وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل.

السهروردي (539-632هـ) (1145-1234م)

هو أبو حفص عمر بن محمد البكري الملقب شهاب الدين السهر وردي. كان فقيها شافعي المذهب شيخا صالحا ورعا كثير الاجتهاد في العبادة والرياضة. وتخرج عليه خلق كثير من الصوفية في المجاهدة والخلوة. ولم يكن في آخر عمره في عصره مصله. وصحب عمه أبا النجيب وعنه أخذ التصوف والوعظ وانحدر إلى البصرة إلى الشيخ أبي محمد بن عبد ورأى غيرهم من الشيوخ. وحصل طرفا صالحا من الفقه والخلاف وقرأ الأدب وعقد مجلس الوعظ سنين. وكان شيخ الشيوخ ببغداد وكان له مجلس وعظ وعلى وعظه قبول كثير. وله تآليف حسنة منها كتاب عوارف المعارف وهو أشهرها: ورأيت جماعة ممن حضر مجلسه وقعدوا في خلوته وتسليكه كجاري عادة الصوفية. فكانوا يحكون غرائب مما يطرأ عليهم فيها مما يجدونه من الأحوال الخارقة. وكان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون إليه من البلاد صورة فتاوى يسألونه عن شيء من أحوالهم سمعت أن بعضهم كتب إليه: يا سيدي إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة وان عملت داخلني العجب فأيهما أولى. فكتب جوابه: اعمل واستغفر الله تعالى من العجب. وله من هذا شيء كثير. وذكر في كتاب عوارف المعارف أبياتاً لطيفة عنها قوله فيه تعالى:

إن تأملتكم فكلي عيون ... أو تذكرتكم فكلي قلوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015