القلوب عزاء وتصبرا. ما إذا انطوى نشر. وإذا انكسر جبر. وإذا أخذ بيد رد بأخرى. وإذا وهب بيمنى سلب بيسرى. كالمصيبة بفلان التي قرحت الأكباد. وأوهنت الأعضاد. وسودت وجوه المكارم والمعالي. وصورت الأيام في صور الليالي. وغادرت المجد وهو يلبس حداده. والعدل وهو يبكي عماده. حتى إذا كاد اليأس يغلب الرجاء ويرد الظنون مظلمة النواحي والأرجاء. قبض الله تعالى من الأمير الجليل من اجتمعت عليه الأهواء. ورضيت به الدهماء. فآسى به حادث الكلم. وسد بمكانه عظيم الثلم. ورد الآمال والنفوس قد استبدلت بالحيرة قوة وارتدارا. وصارت للدولة المباركة أعوانا وأنصارا
قد ورد كتابك بما ضمنته من تظاهر نعم الله عليك. وعلى أبويك فسكنت إلى ذلك. من حالك. وسألت الله بقاءك. وأن يرزقني لقاءك. وذكرت مصابك بأخيك فكأنما فتتت عضدي. وطعنت في كبدي. فقد كنت معتضداً بمكانه. والقدر جار لشانه. وكذا المرء يدبر. والقضاء يدمر. والآمال تنقسم. والآجال تبتسم. والله يجعله فرطا ولا يريني فيك سوءا أبدا وأنت أيدك الله وارث عمره. وسداد ثغره. ونعم العوض بقاؤك. وأبوك سيدي أيده الله وألهمه الجميل. وهو الصبر. وآتاه الجزيل. وهو الأجر.