السعيد الشهيد. الملك الصالح نصر الله شبابه. وأسقى عهد الرضوان عهده وترابه. بمرض كما سمع مولانا لم تنفع فيه الأدوية والرقى. وعرض استولى على ذلك الجوهر الفريد فتركه بعد حركة اللقاء لقى. وارد خطب لم ترده البروج المشيدة والجنود المجندة
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا ... وأعيا دواء الموت كل طبيب
وأما الثاني فبما حباه الله وهناه من جلوس مولانا السلطان الأعظم الملك الكامل سيف الدنيا والدين أبي الفتوح شعبان أخيه خلد الله ملكه على سرير السلطنة الشريفة. سلطانا عادلا. وملكا نشأ في أفق الملك هلالا إلى أن ظهر كاملا. وسيفا تخضع لعزته رقاب ملوك الغرب والشرق. ومتوجا يظهر بإشراق جبينه مابين الملوك من الفرق. وإن كلمة الإجماع انعقدت على ملكه الرفيع. وإن العزاء المقتضب يجيء بالهناء السريع. وإن الطلعة الشريفة قد أطلعت في أفق الملك المرجب هلال شعبان في ربيع. فسرت السرائر وضربت بعد ضروب الهناء نوب البشائر. وأخذت الأرض زخرفها والمدن زينتها من كل زاه وزاهر. سجعت الخطباء بالاسم الشريف فكادت أن تورق أعواد المنابر. وظهرت بالابتهاج حتى على وجوه الدراهم والدنانير أمائر. وأصبحت أيدي الرجاء بها ملية. وتسابق الألسن بحمد الله تعالى على أن جعل هذا البيت الشريف نجوم سماء كلما غاب كوكب تأوي إليه كواكب بهية. وجهز المملوك المثال