فلولا اتقاء الله والرحم التي ... رعايتها حق وتعطيلها ظلم
إذا لعلاه بارق وخطمته ... بوسم شنار لا يشابهه وسم
ويسعى إذا أبني لهدم مصالحي ... وليس الذي بين كمن شانه الهدم
يود لو أني معدم ذو خصاصة ... وأكره جهدي أن يخالطه العدم
فما زلت في ليني له وتعطفي ... عليه كما تحنو على الولد الأم
وخفضي له مني الجناح تألفاً ... لتدنيه مني القرابة والرحم
وصبري على أشياء منه تريبني ... وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم
لاستل عنه الضغن حتى سللته ... وقد كان ذا ضغن يصوبه الحزم
رأيت انثلاماً بيننا فرقعته ... برفقي أحيانا وقد يرقع الثلم
وأبرأت غل الصدر منه توسعا ... بحلمي كما يشفى بأدوية سقم
فأطفأت نار الحرب بيني وبينه ... فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم
أحن إلى ضرب السيوف القواضب ... وأصبو إلى طعن الرماح اللواعب
وأشتاق كاسات المنون إذا صفت ... ودارت على راسي سهام المصائب
ويطربني والخيل تعير بالقنا ... حداة المنايا وارتهاج المواكب
وضرب وطعن تحت ظل عجاجة ... كجنح الدجى من وقع أيدي السلاهب
تطير رؤوس القوم تحت ظلامها ... وتنقض فيها كالنجوم الثواقب
وتلمع فيها البيض من كل جانب ... كلمع بروق في ظلام الغياهب
لعمرك إن المجد والفخر والعلى ... ونيل الأماني وارتفاع المراتب