والموت يفزع مني في الهياج إذا ثار العجاج وصار النفع كاللهب
وراحتي في لقا الأبطال إن طعنت ... زرق الأسنة للأقران من كثب
كم قسطل خضته لم أخش غائلة ... وساحة الحرب قصدي وهي لي طلبي
لأفعلن فعلا لا مثال لها ... فعلا يؤرخ في الأوراق والكتب
واصطليها يقينا والبحار دم ... لأن في موجها يزداد لي طربي
وأجعل الجو كالليل البهيم إذا ... ثار الغبار على الأقطار كالحجب
وليس لي مؤنس في كل معركة ... إلا الجواد وسيفي يشتكي غضبي
روى أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان عبد الملك بن مروان في سمره مع أهل بيته وولده وخاصته فقال لهم ليقل كل واحد منكم أحسن ما قيل من الشعر وليفصل رأي تفضيله. فأنشدوا وفضلوا. فقال بعضهم النابغة. وقال بعضهم الأعشى. فلما فرغوا قال أشعر من هؤلاء الذي يقول. وأنشد لمعد بن أوس
وذي رحم قلمت أظفرا ضغنه ... بحلمي عنه وهو ليس له حلم
يحاول رغمي لا يحاول غيره ... وكالموت عندي أن يحل به الرغم
فإن أعف عنه أغض عينا على قذى ... وليس له بالصفح عن ذنبه علم
وإن أنتصر منه أكن مثل رائش ... سهام عدو يستهاض به العظم
صبرت على ما كان بيني وبينه ... وما يستوي حرب الأقارب والسلم
وبادرت منه النأي والمرء قادر ... على سهمه ما كان يمكنه السهم
ويشتم عرضي في مغيبتي جاهدا ... وليس له عندي هوان ولا شتم
إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والإثم
وإن أدعه للنصف يأب إجابتي ... ويدع لحكم جائر غيره الحكم