صدورهم مرضى عليه عميدة ... لها أزمة من ذكره وزفازف
ترى كل مخزون تفيض جفونه ... دموعاً على الخدين والوجه شاسف
جزيت جزاء المحسنين مضاعفا ... كما كان جدواك الندى المتضاعف
فكم لك فينا من خلائق جزلة ... سبقت بها منها حديث وسالف
هي الشهد أو أحلى إلينا حلاوة ... من الشهد لم يمزج به الماء غارف
ذهبت وخليت الصديق بعولة ... به أسف من حزنه مترادف
بكت داره من بعده وتنكرت ... معالم من آفاتها ومعارف
فما الدار بالدار التي كنت أعتري ... وإني بها لولا افتقاديك عارف
هي الدار إلا أنها قد تخشعت ... وأظلم منها جانب وهو كاسف
وبان الجمال والفعال كلاهما ... من الدار واستنت عليها العواصف
خلت داره من بعده فكأنما ... بعاقبة لم يغن في الدار طارف
يسر الذي فيها إذا ما بدا له ... ويفتر منها ضاحكاً وهو واقف
بما كان ميمونا على كل صاحب ... يعين على ما نابه ويكانف
سريع إلى إخوانه برضائه ... وعن كل ما ساء الأخلاء صادف
لا حزن إلا أراه دون ما أجد ... وهل كمن فقدت عيناي مفتقد
هلا أتاه معادية مجاهرة ... والحرب تسعر والأبطال تطرد
فخر فوق سرير الملك منجدلاً ... لم يحمه ملكه لما انقضى الأمد