ومالك تربة فأقول تسقى ... لأنك نصب هطل الهاطلات

عليك تحية الرحمان تترى ... برحمات غواد رائحات

وقال فيه حين أنزل عن الصليب:

لم يلحقوا بك عاراً إذ صلبت بلى ... باءوا بإثمك ثم استرجعوا ندما

وأيقنوا أنهم فيفعلهم غلطوا ... وأنهم نصبوا من سؤدد علما

فاسترجعوك وواروا منك طود علا ... بدفنه دفنوا الإفضال والكرما

لئن بليت فلا يبلى نداك ولا ... تنسى وكم هالك ينسى إذا قدما

تقاسم الناس حسن الذكر فيك كما ... تركت مالك بين الناس مقتسما

قال العقيلي يرثي صديقا له صلب

لعمري لئن أصبحت فوق مشذب ... طويل تعفيك الرياح مع القطر

لقد عشت مبسوط اليدين مبرزا ... وعوفيت عند الموت من ضغطة القبر

وأفلت من ضيق التراب وغمه ... ولم تفقد الدنيا فهل لك من شكر

فما تشتفي عيناي من دائم البكا ... عليك ولو أني بكيت إلى الحشر

فطوبى لمن يبكي أخاه مجاهرا ... ولكنني أبكي لفقدك في سري

قال مصعب بن عبد الله الزبيري يرثي إسحاق الموصلي

أتدري لمن تبكي العيون الذوارف ... وينهل منها واكف ثم واكف

نعم لامرئ لم يبق في الناس مثله ... مفيد لعلم أو صديق ملاطف

تجهز إسحاق إلى الله غاديا ... فلله ما ضمت عليه اللفائف

وما حمل النعش المزجى عشية ... إلى القبر إلا دامغ العين لاهف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015