قد كان أنصاره يحمون حوزته ... وللردى دون أرصاد الفتى رصد

وأصبح الناس فوضى يعجبون له ... ليثاً صريعاً تنزى حوله النقد

علتك أسياف من لا دونه أحد ... وليس فوقك إلا الواحد الصمد

ضجت نساؤك بعد العز حين رأت ... خدا كريما عليه قارت جسد

أضحى شهيد بني العباس موعظة ... لكل ذي عزة في رأسه صيد

فلو جعلتم على الأحرار نعمتكم ... حمتكم السادة المركوزة الحشد

قوم هم الجذم والأنساب تجمعكم ... والمجد والدين والأرحام والبلد

من مرثية ابن عبدون الفهري لملوك بني الأفطس

الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور

فلا تغرنك من دنياك نومتها ... فما صناعة عينيها سوى السهر

تسر بالشيء لكن كي تغر به ... كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر

كم دولة وليت بالنصر خدمتها ... لم تبق منها وسل ذكراك عن خبر

هوت بدارا وفلت غرب قاتله ... وكان غضبا على الأملاك ذا أثر

واسترجعت من بني ساسان ما وهبت ... ولم تدع لبني يونان من أثر

وما أقالت ذوي الهيئات من يمن ... ولا أجارت ذوي الغايات من مضر

ومزقت سبأ في كل قاصية ... فما التقى رائح منها بمبتكر

وخضبت شيب عثمان دما وخطت ... إلى الزبير ولم تستحي من عمر

وأوثقت في عراها كل معتمد ... وأشرفت بقذاها كل مقتدر

وروعت كل مأمون ومؤتمن ... وأسلمت كل منصور ومنتصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015