وكان أول غزاة غزاها الغزاة المعروفة بغزاة المنتلون افتتح بها سعين حصنا قد نكبت عنها الطوائف. وأعيت على الخلائف. (وفيها أقول:)

وقد أوضح الله للإسلام منهاجا ... والناس قد دخلوا في الدين أفواجا

وقد تزينت الدنيا لساكنها ... كأنما ألبست وشيا وديباجا

يا ابن الخلائف إن المزن لو عملت ... نداك ما كان منها الماء ثجاجا

والحرب لو علمت بأسا تصول به ... ما هيجت من جبال الدين أهياجا

وأصبح النصر معقودا بألوية ... تطوي المراحل مهجيرا وإدلاجا

أدخلت في قبة الإسلام مارقة ... أخرجتها من ديار الجور إخراجا

بحجفل تشرق الأرض الفضاء به ... كالبحر يقذف بالأمواج أمواجا

يقوده البدر يسري في كواكبه ... عرمرما كسواد الليل رجراجا

تروق فيه بروق الموت لامعة ... ويسمعون به للرعد أهزاجا

غادرت في عفرتي جيان ملحمة ... أبكيت منها بأرض الغدر أعلاجا

في نصف شهر تركت الأرض ساكنة ... من بعد ما كان فيها الطبر قد ماجا

تملا بك الأرض عدلا مثل ما ملئت ... جورا وتوضح للمعروف منهاجا

يا بدر ظلمتها يا شمس صبحتها ... يا ليث حومتها إن هائج هاجا

إن الخلافة لن ترضى ولا رضيت ... حتى عقدت لها في رأسك التاجا

ولم يكن مثل هذه الغزاة لملك في الجاهلية والإسلام وله غزاة مارتش أخت بدر وحنين وله غزاة جيان وفيها قلت في أرجوزتي:

ثم انتحى جيان في غزواته ... بعسكر يسعد من هماته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015