يقول الأولى قد فوجئوا بدخولها ... وحيرهم تحبيرها وحبيرها

أفي كل قصر غادة وحبيبها ... وفي كل بيت روضة وغديرها

وقال لها الله العلي صفاته ... سأحميك ما ضم الليالي كرورها

أهنيك بالعمران والعمر دائم ... لبانيك ما أفنى الدهور مرورها

وقد أسجلت علياك عمدة ملكها ... وخطت بأعلام السعود سطورها

ودارت لها الأفلاك كيف أدرتها ... ودانت إلى أن قيل أنت مديرها

وهاك ابنة الفكر التي قد خطبتها ... وقدم من قبل الزمان مهورها

فإن كان للدار التي قد بنيتها ... نظير ففي عرض القريض نظيرها

وإلا جررت الذيل في ساحة العلى ... وقلت القوافي قد أعيد جريرها

ذكر عبد الرحمن وغزواته

قال ابن عبد ربه: تولى أمير المؤمنين عبد الرحمان القمر الأزهر. والأسد الغضنفر. الميمون النقيبة. المحمود الضريبة. سيد الخلفاء وأنجب النجباء. صبيحة هلال ربيع الأول سنة ثلاثمائة (فقلت فيه:)

بدا الهلال جديدا ... والملك غض جديد

يا نعمة الله زيدي ... ما كان فيه مزيد

فتولى الملك وهي جمرة تحتدم. ونار تضطرم. وشقاق ونفاق فأخمد نيرانها. وسكن زلازلها. وافتتحها عودا كما افتتحها بدا. سميه عبد الرحمان بن معاوية وقد قيل في أشعار غزواته كلها أشعار قد جالت في الأمصار. وشردت في البلدان حتى أتهمت وأنجدت وأعرقت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015