وافتتح الحصون حصنا حصنا ... وأوسع الناس جميعا أمنا

ولم يزل حتى انتحى جيانا ... فلم يدع بأرضها شيطانا

فأصبح الناس جميعا أمه ... قد عقد الإل لهم والدمه

ولم يدع من جنها مريدا ... بها ولا من إنسها عنيدا

إلا كساه الذل والصغار ... وعمه وأهله دمار

فأقبل العلج لهم مغيثا ... يوم الخميس مسرعا حثيثا

بين يديه الرجل والفوارس ... وحوله الصلبان والنواقس

وكان يرجو أن يزيل العسكرا ... عن جانب الحصن الذي قد دمرا

فاعتاقه بدرٌ بمن لديه ... مستبصراً في زحفه إليه

حتى التقت ميمنة بميسره ... واعتلت الأرواح عند الحنجره

فقتلوا قتلا ذريعا فاشيا ... وأدبر العلج ذميما خاسيا

فأشرعت بينهم الرماح ... وقد علا التكبير والصياح

وفارقت أغمادها السيوف ... وفغرت أفواهها الحتوف

والتقت الرجال بالرجال ... وانغمسوا في غمرة القتال

في موقف زاغت به الأبصار ... وقصرت في طوله الأعمار

فانقضت العقبان والسلالقه ... رهقاً على مقدم الجلالقه

عقبان موت تخطف الأرواحاً ... وتشبع السيوف والرماحا

فانهزم الأعداء عند ذاكا ... وانكشف عورته هناكا

فاتصل الفتح بفتح ثان ... والنصر بالنصر من الرحمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015