واستجريناهم ليقربوا في القتل من مضاجعهم. ويبعدوا في الهرب عن مواضعهم. وصدمناهم بقوة الله صدمة لم يكن لهم بها قبل. وحملنا عليهم حملة ألجأهم طوفانها إلى ذلك الجبل. وهل يعصم من أمر الله جبل. فحصرناهم في ذلك الفضاء المتسع. وضايقناهم كما قد رأى ومزقناهم كما قد سمع. وأنزلناهم على حكم السيف الذي نهل من دمائهم حتى روي وأكل من لحومهم حتى شبع. وتبعتهم جيوشنا المنصورة تتخطفهم رماحها. وتتلقفهم صفاحها. ويبددهم في الفلوات رعبها. ويفرقهم في القفار طعنها المتدارك وضربها. ويقتل من فات السيوف منهم العطش والجوع. ويخيل للحي منهم أن وطنه كالدنيا التي ليس للميت إليها رجوع. ولعله قد رأى من ذلك فوق ما وصف عيانا. وأنهم ما أقدموا إلا ونصرنا الله عليهم في مواطن كثيرة. وما ساقتهم الأطماع في وقت ما إلا إلى حتوفهم. ولا عاد منهم قط في وقعة إلا آحاد تخبر عن مصارع ألوفهم. ولقد أضاع الحزم من حيث لم يستدم نعم الله عليه بطاعتنا التي كان في مهاد أمنها ووهاد يمنها. وحماية عفوها. وبرد رأفتها التي كدرها بالمخالفة بعد صفوها. يصون رعاياه بالطاعة عن القتل والسار. ويحمي أهل ملته بالحذر عن الحركات التي ما نهضوا إليها إلا وجروا ذيول الخسار. ولقد عرض نفسه وأصحابه لسيوفنا التي كان من سطواتها في أمان. ووثق بما ضمن له التتار من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015