في القفار. وأتلفت خلقا كثيرا من السفار. ومنهم من فر فلم ينفعه الفرار (حسن المحاضرة للسوطي)
وصف سليمان الحلبي العدو بالخور والوهن في قتاله وما يظهرونه من الرهج بالحركة وإعداد الأهبة والاحتشاد. قال: وأما رهج العدو المخذول بالحركة ورمي الصيت بها فإن عدته الصياح. وقوة الجبان في القول والقول يذهب في الرياح. وقد علموا أنهم ما أقدموا إلا وكان أحد سلاحهم الهرب. ولا طمعوا في النجاح فكان لهم في غير النجاة أرب. يبالغون في الاحتشاد والجازر لا يهوله كثرة الغنم. ويستكثرون من السواد وجنود من لا ينفع أشبه شيء بالعدم. فقوتهم ضعيفة. ووطأتهم خفيفة. وثباتهم أقصر من حل العقال. وصبرهم أسرع من الظل في الانتقال. وخيولهم لا تطيع أمر أعنتها إلا في الفرار. فإن طمعوا في اللقاء فستردهم كلام سيوفنا كأقسام الكلام الثلاثة هزيماً وأسيراً وصريعاً
(قال) إن التتار استنجدوا بكل طائفة وأقدموا على البلاد الإسلامية بنفوس طامعة. وقلوب خائفة. وذلك بعد أن أقاموا مدة يشترون المخادعة بالموادعة. ويسرون المصارمة. في المسالمة. وحين تيسر مرادهم. وتكمل احتشادهم. استدرجناهم إلى مصارعهم.