وأحاكت به إحاطة الطفاوة للغزالة. وقد أعدوا من مكايد الصيد ما استخرج ذخائر الماء. وأخاف حتى حوت السماء. وأهلة الهالات طالعة من الموج في سحاب. وقانصة من بنات الماء كل طائرة كالشهاب. فلا ترى إلا صيودا كصيد الصوارم. وقدود اللهاذم. فقال الوزير أبو الفضل بن حسادي والطرب قد استهواه. وبديع ذلك المرأى استرق هواه:
لله يوم أنيق واضح الغرر ... مفضض مذهب الآصال والبكر
كأنما الدهر لما ساء أعتبنا ... فيه بعتبى وأبدى صفح معتذر
نسير في زورق حف السفين به ... من جانبيه بمنظوم ومنتثر
مد الشراع به نشرا على ملك ... بذ الأوائل في أيامه الأخر
هو الإمام الهمام المستعين حوى ... علياء مؤتمن في هدي مقتدر
تحوي السفينة منه آية عجبا ... بحر تجمع حتى صار في نهر
تثار من قعره النينان مصعدة ... صيدا كما ظفر الغواص بالدرر
قال بعض الأدباء لابنه يا بني اجعل نظرك في العلم ليلا. فإن القلب في الصدر كالطير ينتشر بالنهار ويعود إلى وكره في الليل. فهو في الليل ساكن ما ألقيت إليه من شيء وعاه. وقال بعضهم: في الليل تجم الأذهان وتنقطع الأشغال. ويصح النظر وتؤلف الحكمة وتدر الخواطر. ويتسع مجال القلب. والليل أحرى في