الباب الثاني عشر في الوصف

وصف نزهة

حكى عمر بن علي المطوعي قال: رأى الأمير السيد أبو الفضل عبيد الله بن أحمد أدام الله عزه أيام مقامه بجوين أن يطالع قرية من قرى ضياعه تدعى نجاب على سبيل التنزه والتفرج. فكنت في جملة من استصحبه إليها من أصحابه. واتفق أنا وصلنا والسماء مصحية والجو صاف لم يطرز ثوبه بعلم الغمام. والأفق فيروزج لم يعبق به كافور السحاب. فوقع الاختيار على ظل شجرة باسقة الفروع متسقة الأوراق والغصون. قد سترت ما حواليها من الأرض طولا وعرضا. فنزلنا تحتها مستظلين بسماوة أفنانها. مستترين من وهج الشمس بستارة أغصانها. وأخذنا نتجاذب أذيال المذاكرة. ونتسالب أهداب المناشدة والمحاورة. فماش عرنا بالسماء إلا وقد أرعدت وأبرقت. وأظلمت بعدما أشرقت. ثم جادت بمطر كأفواه القرب فأجادت. بل أوفت عليها وزادت. حتى كاد غيثها يعود عيثاً. وهم وبلها أن يستحيل ويلا. فصبرنا على أذاها وقلنا سحابة صيف عما قليل تقشع. فإذا نحن بها قد أمطرتنا بردا كالثغور. لكنها من ثغور العذاب. لا من الثغور العذاب. فأيقنا بالبلاء. وسلمنا لأسباب القضاء. فما مرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015