وإذا مدحت به جوادا ماجد ... وقضيته بالشكر حق ديونه
أصفيته بنفيسه ورصينه ... ومنحته بخطيره وثمينه
فيكون جزلاً في اتفاق صنوفه ... ويكون سهلا في اتساق فنونه
وإذا أردت كناية عن ريبة ... باينت بين ظهوره وبطونه
فجعلت سامعه يشوب شكوكه ... ببيانه وظنونه بيقينه
وإذا عتبت على أخ في زلة ... وأشكت بين مخيله ومبينه
فيحول ذنبك عند من يعتده ... عتبا عليه مطالبا بيمينه
والقول يحسن منه في منثوره ... ما ليس يحسن منه في موزونه
لعن الله صنعة الشعر ماذا ... من صنوف الجهال فيها لقينا
يؤثرون الغريب منه على ما ... كان سهلا للسامعين مبينا
ويرون المحال معنى صحيحا ... وخسيس الكلام شيئا ثمينا
يجهلون الصواب منه ولا يد ... رون للجهل أنهم يجهلونا
فهم عند من سوانا يلامو ... ن وفي الحق عندنا يعذرونا
إنما الشعر ما تناسب في النظم وإن كان في الصفات فنونا