لا تعرف من ملاذ الأطعمة غير الشعير. ولو أنصف هؤلاء لعلموا أن القلم هو مزمار المعاني. كما أن أخاه في النسب مزمار الأغاني. فهذا يأتي بغرائب الحكم. كما يأتي ذلك بغرائب النغم. وكلاهما شيء واحد في الإطراب. غير أن أحدهما يلعب بالأسماع والآخر يلعب بالألباب.

(قال) وقد أوردت في وصف القلم فصلا آخر من كتاب إلى بعض الإخوان وهو: وقلمه هو القلم الذي إذا قذف بشهب بيانه رأيت نجوماً. وإذا ضرب بشبا حده رأيت كلوماً. فإذا صور المعاني في ألفاظها رأيت أرواحاً وجسوماً. وقد شرف الله دولة يجلس في حفلها. ويخطب عن أهلها. فهو لها في الحسن طراز. وفي الذب عضب جراز. ولطالما قال فاستخف موقرا وكسا وقارا. وأطال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015