فوجدت إطالته لحلاوتها إقصاراً. وادعى الانفراد بهذه المزية فأقرت له الأعداء إقرارا. وكل هذا فضل لقلمه غير مدفوع. وشاهده مرئي لديه وإن غدا قبله وهو مسموع. وفي طلعة البدر ما يغنيك عن زحل. فأقوال غيره منتقلة عن أول إلى آخر والذي يقوله لم يقل. فهو رب المعاني المخترعة يستخرجها من قليبها. ويبرزها من ثوبها القشيب وليس خلق الأثواب كقشيبها. وقد أمسك القلم قوم رضوا منم الكتابة بتحسين المشهور. وهؤلاء قصروا هممهم على الزيف دون الباب. ولم يعلموا أن القشر لذوي القشور واللب لذوي الألباب. وقد قيل: إن من الأقلام رخمة في كف رخمة وعقابا في كف عقاب (هذا فصل من الكلام قد اغترفت معانيه من بحر. ونحت ألفاظه من صخر. فتقت معانيه من صوار مسك. وأخذت ألفاظه من فريد سلك. بل جنيت معانيه من ثمرات مختلف طعمها. ونسجت ألفاظه من دبابيج مؤتلف رقمها. فانظر أيها المتأمل إليها نظر المتعجب بما فيها من الإعجاب. واسجد لها فللبلاغة سجود كسجود الكتاب) (الوشي المرقوم لابن الأثير)

صفة قلم لابن عبد ربه

بكفه ساحر البيان إذا ... أداره في صحيفة سحرا

ينطق في عجمة بلفظته ... يصم عنه ويسمع البصرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015