قال محمود بن سليمان الحلبي يصف سيفا استوهبه: وقلدتني منناً سيفاً تلمع مخايل النصر من غمده. وتشرق جواهر الفتح في فرنده. وإذا سابق الأجل إلى قبض النفوس عرف الأجل قدره فوقف عند حده. ومتى جرده على ملك من ملوك العدى وهت عزائمه وعجز جناح جيشه. قال ابن عبد ربه:
بكل رديني كأن سنانه ... شهاب بدا في ظلمة الليل ساطع
تقاصرت الآجال في طول متنه ... وعادت به الآمال وهي فجائع
وساءت ظنون الحرب في حسن ظنه ... فهن لحبات القلوب قوارع
وذي شطب تقضي المنايا لحكمه ... وليس لما تقضي المنية دافع
فرند إذا ما اعتن للعين راكد ... وبرق إذا ما اهتز بالكف لامع
يسلل أرواح الكماة انسلاله ... ويرتاع منه الموت والموت رائع
إذا ما التقت أمثاله في وقيعة ... هنالك ظن النفس بالنفس واقع
لما صار سيف عمرو بن معدي كرب وكان يسمى الصمصامة إلى الهادي. وكان عمرو وهبه لسعيد بن العاص فتوارثه ولده إلى أن مات