وما ذهبت شمس الأصيل عشية ... إلى الغرب حتى أذهبت فضة النهر

وغنت قيان الطير في كل أيكة ... وقد راق كحل الطل في مقل الغدر

قيان كساها الخد ديباج وجهه ... وصاغت لها الأحداق طوقا على نحر

أقامت لها دوح الأراك أرائكاً ... وأرخت لها أوراق أستارها الخضر

وأمسى أصيل اليوم ملقى من الضنا ... على فرش الأزهار في آخر العمر

بكته حمامات الأراك وشققت ... عليه الصبا أثواب روضاتها النضر

فكم من نحيب للحمائم بالضحى ... عليه وللأنواء من دمعة تجري

زهرية ابن الوكيع

ألست ترى وشي الربيع تنسما ... وما صنع الربعي فيه ونظما

وقد حكت الأرض السماء بنورها ... فلم أر في التشبيه أيهما سما

فخضرتها كالجو في حسن لونه ... وأنوارها تحكي لعينك أنجما

فمن نرجس لما رأى حسن نفسه ... تداخله عجب به فتبسما

وأبدى على الورد الجني تطاولا ... وأظهر غيظ الورد في خده دما

وزهر شقيق نازع الورد فضله ... فزاد عليه الورد فضلا وقدما

فظل لفرط الحزن يلطم خده ... فأظهر فيه اللطم جمرا مضرما

ومن سوسن لما رأى الصبغ دونه ... على كل أنواع الرياض تقسما

تجلبب من زرق اليواقيت حلة ... فأغرب في الملبوس فيها وأحكما

وأنوار منثور تخالف شكلها ... فصار بها شكل الربيع منمنما

جواهر لو قد طال فيها حياتها ... رأيت بها كل الملوك مختما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015