بأن الكثير بها جائع ... وأن القليل بها مقتر
وأن لحى الناس من حرها ... تطول فتجلم أو تضفر
ويزعم من جاءها قبلنا ... بأنا سنسهم أو ننحر
أعوذ بربي من المخزيا ... ت فيما أسر وما أجهر
وحدثت أن ما لنا رجعة ... سنين ومن بعدها أشهر
إلى ذاك ما شاب أبناؤنا ... وباد الأخلاء والمعشر
وما كان بي من نشاط لها ... وإني لذو عدة موسر
ولكن بعثت لها كارها ... وقيل انطلق كالذي يؤمر
فكان النجاء ولم ألتفت ... إليهم وشرهم منكر
هو السيف جرد من غمده ... فليس عن السيف مستأخر
وكم من أخ لي مستأنس ... يظل به الدمع يستحسر
يودعني أنتحب عبرة ... له كالجداول أو أغرز
فلست بلاقيه من بعده ... يد الدهر ما هبت الصرصر
وقد قيل إنكم عابرو ... ن بحرا لها لم يكن يعبر
إلى السند والهند في أرضهم ... هم الجن لكنهم أنكر
وما رام غزوا لها قبلنا ... أكابر عاد ولا حمير
ولا رام سابور غزوا لها ... ولا الشيخ كسرى ولا قيصر
ومن دونها معبر واسع ... وأجر عظيم لمن يؤجر