فأبشر أن بقيت بيوم سوء ... يشيب له من الخوف والوليد

كيومك إذ خرجت تفوق ركضاً ... وطار القلب وانتفخ الوريد

ودع قول السفاهة لا تقله ... فقد طال التهدد والوعيد

وقال:

أعباس إنا وما بيننا ... كصدع الزجاجة لا يجبر

فلست بكفء لأمثالنا ... وشتمك أنت به أجدر

ولسنا بأهل لما قلته ... ونحن بشتمكم نعذر

فقصرك مني رقيق الذبا ... ب عضب كريهته تحذر

وأزرق في رأس خطية ... إذا هز كعب لها تخطر

يلوح السنان على متنها ... كنار على مرقب تسعر

فأجابه العباس

خفاف ألم تر ما بيننا ... يزيد استعارا إذا يسعر

ألم تر أنا نهين البلا ... د للسائلين وما نغدر

لنا شيم غير مجهولة ... توارثها الأكبرُ الأكبر

فقد يعلم الحي عند الصبا ... ح أن العقيلة بي تستر

وقد يعلم الحي عند الرها ... ن أني أنا الشامخ المخطر

فأنى تُعيرني بالفخار ... أرى أن هذا هو المنكر

لأبي المصبح أعشى همذان يهجو مدينة مكران وكان الحجاج أتى به إليها أسيراً

ولم تك من حاجتي مكران ... ولا الغزو فيها ولا المتجر

وخبرت عنها ولم آتها ... فما زلت من ذكرها أذعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015