كان أحمد بن حرب المهلبي من المنعمين على الحمدوني الشاعر والمحسنين إليه وله فيه مدائح كثيرة. فوهب له طيلسانا أخضر لم يرضه. قال أبو العباس المبرد: فأنشد فيه عشر مقطعات فاستحلينا مذهبه فيه فجعلها فوق الخسين فطارت كل مطار وسارت كل مسار فمنها:
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً ... مل من صحبة الزمان وصدا
فحسبنا نسج العناكب قد حي ... ل إلى ضعف طيلسانك سدا
طال ترداده إلى الرفو حتى ... لو بعثناه وحده لتهدى
وقال فيه أيضا:
يا طيلسان ابن حرب قد هممت بأن ... تودي بجسمي كما أودى بك الزمن
ما فيك من ملبس بغني ولا ثمن ... قد أوهنت حيلتي أركانك الوهن
فلو تراني لدى الرفاء مرتبطا ... كأنني في يديه الدهر مرتهن
أقول حين رآني الناس ألزمه ... كأنما لي في حانوته وطن
من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن
وقال أيضاً:
قل لابن حرب طيلسا ... نك قوم نوح منه أحدث
أفنى القرون ولم يزل ... عمن مضى من قبل يورث
وإذا العيون لحظنه ... فكأنه بالحظ يحرث
يودى إذا لم أرفه ... فإذا رفوت فليس يلبث
كالكلب إن تحمل علي ... هـ الدهر أو نتركه يلهث
وقال أيضاً: