الباب التاسع في الهجو

قال بعض الشعراء في عذول:

وقالوا فلان في الورى لك شاتم ... وأنت له دون الخلائق تمدح

فقلت ذروه ما به وطباعه ... فكل إناء بالذي فيه ينضح

إذا الكلب لا يؤذيك عند نبيحه ... فذره إلى يوم القيامة ينبح

قال آخر في طبيب:

يا ملك الموت وابن زهر ... جاوزتما الحد والنهاية

ترفقا بالورى قليلا ... في واحد منكما الكفاية

قال غيره في قاض يحب الرشوة:

رأيت شاة وذئبا وهي ماسكة ... بأذنه وهو منقاد لها ساري

فقلت أعجوبة ثم التفت أرى ... ما بين نابيه ملقى نصف دينار

فقلت للشاة ماذا الإلف بينكما ... والذئب يسطو بأنياب وأظفار

تبسمت ثم قالت وهي ضاحكة ... بالتبر يكسر ذاك الضيغم الضاري

قال خفاف بن ندبة يهجو العباس بن مرداس

أرى العباس ينقص كل يوم ... ويزعم أنه جهلا يزيد

فلو نقضت عزائمه وبادت ... سلامته لكان كما يريد

ولكن المعائب أفسدته ... وكذب المرء أقبح ما يفيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015