والعدل بردع قادرا عن عاجز ... فالذئب هاجعة لديه الشاء
والحلم يروي جابر عن فضله ... والفضل يروي عن يديه عطاء
يا أكمل الرؤساء لا مستثنيا ... أحدا إذا ما عدت الرؤساء
يا من مللت من المعادِ له وما ... ملت لدي معادها النعماء
إن لم يقم بحقوق ما أوليتني ... مدحي فأرجو أن يقوم دعاء
شهدت معاليك الرفيعة والندى ... أن الورى أرض وأنت سماء
وهبت علينا نفخة عنبرية ... كعرف عماد الدين حين تقابله
فقمت من الإجلال أنشد مدحه ... وقد سبقتني قبل ذاك فواضله
تكافأ في الإحسان شعري ومدحه ... ولكن بخصل السبق فازت أنامله
وما كنت إلا الروض باكره الحيا ... فأينع ذاويه ورقت خمائله
وضاع شذا أزهاره وتدفقت ... بمدحك من هذا الثناء جداوله
تخاف عداه من توقد عزمه ... وتأمن إذ يطفو ويطفح نائله
يبشر منه البشر راجي نواله ... كذا الغيث لا تخفى علينا مخايله
ألم تر أن البرق يبدو أمامه ... وتتبعه من بعد ذاك هواطله
لم أر غيثا مثل غيث سماحة ... تميم مصرا من ذرى الشرق وباله
كفى والدا من حمل هم لولده ... فكل الورى أيتامه وأرامله
على مهل يا من يحاول مجده ... فبين الثريا والسماك منازله
كريم له بيت كريم تقاسمت ... أواخره إرث العلى وأوائله