وحالت عطايا كفه دون وعده ... فليس له إنجاز وعدة ولا مطل
فأقرب من تحديدها رد فائت ... وأيسر من إحصائها القطر والرمل
وما تنقم الأيام ممن وجهها ... لأخمصه في كل نائبة نعل
وما عزه فيها مراد أراده ... وإن عز إلا أن يكون له مثل
كفى ثعلاً فخراً بأنك منهم ... ودهر لأن أمسيت من أهله أهلى
وويل لنفس حاولت منك غرة ... وطوبى لعين ساعة منك لا تخلو
فما بفقير شام برقك فاقة ... ولا في بلاد أنت صبيها محل
كم من جمال عنده ضر الفتى ... ولكم جمال عنده السراء
كجمال دين الله وابن شهابه ... لا الظلم حيث يرى ولا الظلماء
ألماجد الراقي مراتب سؤدد ... قد رصعت بجواره الجوزاء
ذاك الذي أمسى السهى جاراً له ... لكن حاسد مجده العواء
عمت مكارمه وسار حديثه ... فبكل أرض نعمة وثناء
وسعت يراعته بأرزاق الورى ... فكأنها قلب وتلك رشاء
وحمى العواصم رأيه ولطالما ... قعد الحسام وقامت الآراء
عجبا لنار ذكائه مشبوبة ... وبظله تتفيأ الأفياء
غنى اليراع به وأزهر طرسه ... وكذا تكون الروضة الغناء
يا راكب العزمات غايات المنى ... مغنى شهاب الدين والشهباء
ذي المجد لا في ساعديه عن العلا ... قصر ولا في عزمه إعياء