له شيم لو أن في الدهر بعضها ... لما غالت الحر الكريم غوائله
بليغ إذا ما أورد اللفظ خلته ... عن الوحي يملينا الذي هو قائله
تحلى به الدهر الذي كان عاطلا ... فأضحى مليا بالنباهة خامله
وأثنى عليه ليله ونهاره ... وطالبت به أسحاره وأصائله
وإني وإن أتحفته بمدائح ... هي السحر إلا أن فكري بابله
فما تعبت لي فكرة في مديحه ... لأني راوي الفضل عنه وناقله
فلا حمد لي فيما أقول وإنما ... كتبت الذي أملت علي فضائله
عفاف وإقدام وحزم ونائل ... ألا في سبيل المجد ما أنت فاعله
إذا سار فوق الراسيات تزعزعت ... وصدعت السبع الشداد صواهله
ورب خميس طبق السهل والربى ... وزاحمت الجوزاء منه عوامله
بكم يا بني شيخ الشيوخ تأيدت ... قواعد هذا الدين واشتد كاهله
وقد علم السلطان في كل موقف ... بأنك كافيه وأنك كافله
وأخلق بملك أنت حارس سرحه ... وحامي حماه أن تصان معاقله
يأيها الملك مضمون لك الظفر ... أبشر فمن جندك التأييد والقدر
وأب لنا سالما والسعد مقتبل ... والدين منتظم والكفر منتثر
وقد طلعت على البيضاء من كثب ... كما تطلع في جنح الدجى القمر
حللت في أرضها في جحفلٍ لجبٍ ... كما يحل بها في الأزمة المطر
وحولك الصيد من لمتونةٍ وهم ... أبطال يوم الوغى والأنجم الزهر