قلب وفتشها بسمعك إنما ... هي جوهر تختاره الأسماع

كسدت علينا بالشآم وكلما ... قل النفاق تعطل الصناع

فأتاك يحملها إليك تجارها ... ومطيها الآمال والأطماع

حتى أناخوها ببابك والرجا ... من دونها السمسار والبياع

فوهبت ما لم يعطه في دهره ... هرم ولا كعب ولا القعقاع

وسبقت هذا الناس في طلب العلى ... فالناس بعدك كلهم أتباع

يا بدر أقسم لو بك اعتصم الورى ... ولجوا إليك جميعهم ما ضاعوا

(قال) وكان على يد بدر باز فدفعه إلى البازدار فضرب على يده وانفرد به عن الجيش وجعل يستعيده الأبيات وهو ينشدها إلى أن استقر في مجلسه. ثم التفت إلى جماعة غلمانه وخاصته وأصحابه وقال: من أحبني فليخلع على هذا الشاعر. قال علقمة: فو الله لقد خرجت من عنده ومعي سبعون بغلا تحمل الخلع أهدى ابن عباد إلى فخر الدولة ابن بويه ديناراً وزنه ألف مثقال. وكان على أحد جانبيه مكتوبا:

وأحمر يحكي الشمس شكلا وصورة ... فأوصافه مشتقة من صفاته

فإن قيل دينار فقد صدق اسمه ... وإن قيل ألف كان بعض سماته

بديع ولم يطبع على الدهر مثله ... ولا ضربت أضرابه لسراته

فقد أبرزته دولة فلكية ... أقام بها الإقبال صدر قناته

وصار إلى شاهنشاه انتسابه ... على أنه مستصغر لعفاته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015