لم تجب صاحبك. فو الله ما سمعت تجاولا في نحو ما تجاولتما فيه أعجب إلي من تجاولكما. فقال ابن الزبير: إني خفت عوار القول فكففت جلس أبو إسحاق النجيرمي عند كافور الإخشيدي فدخل عليه أبو الفضل بن عياش فقال: أدام الله أيام مولانا (وكسر ميم أيام) فتبسم كافور إلى أبي إسحاق. فقطن لذلك فقال ارتجالا:
لاغرو أن لحن الداعي لسيدنا ... وغص من دهش بالريق أو بهر
فمثل سيدنا حالت مهابته ... بين الأديب وبين الفتح بالحصر
وإن يكن خفض الأيام عن غلط ... في موضع النصب لا عن قلة البصر
فإن أيامه خفض بلا نصب ... وإن دولته صفو بلا كدر
فأمر له بثلاثمائة دينار وللنجيرمي بمائتين أخبر الشيخ تاج الدين العلامة أبو اليمن الكندي قال: بلغني أن علقمة بن عبد الرزاق العليمي لما قصد بدرا الجمالي بمصر رأى على بابه أشراف الناس وكبراءهم وشعراءهم. فسألهم عن حالهم فكل أخبره عن طول مقامه ببابه وتعذر لقائه له. وسألوه عن حاله فأخبرهم بقدومه قاصدا له. فكل أيسه من لقائه. فبينا هم كذلك إذ خرج بدر يريد الصيد. فلما رآه مقبلا علا نشزا من الأرض ثم جعل في عمامته ريشة نعام يشهر بها نفسه. فلما قرب إليه أو مأ برقعة كانت معه وأنشأ يقول:
نحن التجار وهذه أعلاقنا ... درر وجود يمينك المبتاع