كان معن بن زائدة أميرا على العراق وكان له في الكرم اليد البيضاء وهو من الحلم على أعظم جانب. فقدم عليه أعرابي ذات يوم يمتحن حلمه. فلما وقف قال:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك من جلد البعير
قال معن: أذكر ولا أنساه. فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك الجلوس على السرير
قال معن: يا أخا العرب السلام سنة وشأنك في الأمير. فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ... ولو جار الزمان على الفقير
قال معن: يا أخا العرب إن جاورتنا فمرحبا بك وإن رحلت فمصحوب بالسلامة. فقال الأعرابي:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيء ... فإني قد عزمت على المسير