قال معن: أعطوه ألف دينار يستعين بها على سفره. فأخذها وقال:

قليل ما أتيت به وأني ... لأطمع منك بالمال الكثير

قال معن: أعطوه ألفا آخر. فأخذها وقال:

سألت الله أن يبقيك ذخرا ... فمالك في البرية من نظير

فقال معن: أعطوه ألفا آخر. فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين ما جئت إلا مختبرا حلمك لما بلغني عنه. فلقد جمع الله فيك من الحلم ما لو قسم على أهل الأرض لكفلهم. فقال معن: يا غلام كم أعطيته على نظمه قال: ثلاثة آلاف دينار. فقال: أعطه على نثره مثلها. فأخذها ومضى في طريقه شاكرا

الشاعر المتعصب للعجم

(قال بديع الزمان الهمذاني) كنت عند الصاحب كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد يوما وقد دخل عليه شاعر من شعراء العجم. فأنشده قصيدة يفضل فيها قومه على العرب وهي:

غنينا بالطبول عن الطلول ... وعن عنس عذافرة ذمول

فلست بتارك إيوان كسرى ... لتوضيح أو لحومل فالدخول

وضب بالفلا ساع وذئب ... بها يعوي وليث وسط غيل

يسلون السيوف لرأس ضب ... حراشا بالغداة وبالأصيل

إذا ذبحوا فذلك يوم عيد ... وإن نحروا ففي عرس جليل

أما لو لم يكن للفرس إلا ... نجار الصاحب القرم النبيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015