وعززت بمكانكم وما يتخوف من ناحيتكم. وليس شيء أحب إلي مما سدد الله به أمركم وأصلح به شأنكم وأدام به عزكم. والرأي أن تسيروا بجماعتكم أيها الرهط وتنطلقوا إلى كسرى. فإذا دخلتم نطق كل رجل منكم بما حضره ليعلم أن العرب على غير ما ظن أو حدثته نفسه. ولا ينطق رجل منكم بما يغضبه فإنه ملك عظيم السلطان كثير الأعوان مترف معجب بنفسه. ولا تنخزلوا له انخزال الخاضع الذليل. وليكن أمر بين ذلك تظهر به وثاقة حلومكم وفضل منزلتكم وعظيم أخطاركم. وليكن أول من يبدأ منكم بالكلام أكثم بن صيفي لسنى حاله ثم تتابعوا على الأمر من منازلكم التي وضعتكم بها. فإنما دعاني إلى التقدمة إليكم علمي بجميل كل رجل منكم على التقدم قبل صاحبه. فلا يكونن ذلك منكم فيجد في آدابكم مطعنا. فإنه ملك مترف وقادر مسلط. ثم دعا لهم بما في خزائنه من طرائف حلل الملوك لكل رجل منهم حلة وعممه عمامة وختمه بياقوتة. وأمر لكل رجل منهم بنجيبة مهرية وفرس نجيبة وكتب معهم كتاباً: أما بعد فإن الملك ألقى إلي من أمر العرب ما قد علم. وأجبته بما قد فهم. بما أحببت أن يكون منه على علم. ولا يتجلجلج في نفسه أن أمة من الأمم التي احتجزت دونه بمملكتها وحمت ما يليها بفضل قوتها تبلغها في شيء من الأمور التي يتعزز بها ذوو الحزم والقوة والتدبير والمكيدة. وقد أوفدت أيها الملك رهطا من العرب لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015