أجمعين مع أنفتهم من أداء الخراج والعشر والصبر على القسر. أما اليمن التي وصفها الملك فلما أتى جد الملك الذي أتاه عند غلبة الجيش له على ملك متسق وأمر مجتمع فأتاه مسلوبا طريدا مستصرخا قد تقاصر عن إيوائه. وصغر في عينه ما شيد من بنائه. ولولا ما وتر به من يليه من العرب لمال إلى مجال. ولوجد من يجيد الطعان ويغضب للأحرار من غلبة العبيد الأشرار. (قال) فعجب كسرى لما أجابه النعمان به وقال: إنك لأهل لموضعك من الرئاسة في أهل إقليمك ولما هو أفضل. ثم كساه من كسوته وسرحه إلى موضعه من الحيرة

فلما قدم النعمان الحيرة وفي نفسه ما فيها مما سمع من كسرى من تنقص العرب وتهجين أمرهم بعث إلى أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميميين وإلى الحارث بن ظالم المري. فلما قدموا عليه في الخورنق قال لهم: قد عرفتم هذه الأعاجم وقرب جوار العرب منها. وقد سمعت من كسرى مقالات تخوفت أن يكون لها غور. أو يكون إنما أظهرها لأمر أراد أن يتخذ به العرب خولاً كبعض طماطمته في تأديتهم الخراج إليه كما يفعل بملوك الأمم الذين حوله. فاقتص عليهم مقالات كسرى وما رد عليه. فقالوا: أيها الملك وفقك الله ما أحسن ما رددت وأبلغ ما أجبت به. فمرنا بأمرك وادعنا إلى ما شئت. قال: إنما أنا رجل منكم وإنما ملكت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015