وماذا يعيب المرء في مدح نفسه ... إذا لم يكن في قوله بكذوب
ثم انفض المجلس وحل النطاق. وتفرق شمل أهله وآخر الصحبة الفراق (نسيم الصبا لابن حبيب الحلبي)
قد تفاوض لسان حال البحر ولسان حال البر. وهما في محاورة بين عيد الفطر وعيد النحر. بعتاب في السر منزه عن الشر. (فقال البر) : يا صاحب الدر ومعدن الدر أغرقت رياضي. ومزقت جسوري وأحواضى. وأغرقت جثتي ودخلت جنتي. وتلاطمت أمواجك على جنتي. وأكلت جزائري وجروفي. وأهلكت مرعى فصيلي وخروفي. وأهزلت ثوري وحملي. وفرسي وجملي. وأجريت سفنك على أرض لم تجر عليها. ولم تمر طرف غرابها إليها. وغرست أوتادها على أوتاد الأرض. وعرست في مواطن النفل والفرض. وجعلت مجرى مراكبك في مجرى مراكبي. ومشى حوتك على بطنه في سعد أخبية مضاربي. وغاص ملاحك في ديار فرحي. وهاجرت من القرى إلى أم القرى. وحملت فلاحي أثقاله على القرى. وقد تلقيتك من الجنادل بصدري. وحملتك إلى برزخك على ظهري. وقبلت أمواجك بثغري. وخلقت مقياسي فرحا بقدومك إلى مصري. وقد جرت وعدلت. وفعلت ما فعلت. وأخرجت ما بيني وبينك. واخترت رحيلك وبينك. فعلك تغيض. ولا يكون ذهابك علي