ذهاب بغيض. أو تفارق هذه الفجاج. وتختلط بالبحر العجاج. وإن لم تفعل شكوناك إلى من أنزلك من السماء. وأنعم بك علينا من خزائن الماء:

إذا لم تكن ترحم بلادا ولم تغث ... عبادا فمولاهم يغيث ويرحم

وإن صدرت منهم ذنوب عظيمة ... فعفو الذي أجراك يا بحر أعظم

نمد إليه أيديا لم نمدها ... إلى غيره والله بالحال أعلم

(قال البحر) : يا بر يا ذا البر. ومنبت البر. هكذا تخاطب ضيفك. وهو يخصب شتاءك وصيفك. وقد ساقني الله إلى أرضك الجرز. ومعدن الدر والخرز. لأبهج زرعها وأخيلها. وأخرج أبها ونخيلها. وأكرم مثوى ساكنك. وأنزل البركة في أماكنك. وأثبت لك في قلب أهلك أحكام المحبة. وأنبت بك لهم في كل سنبلة مائة حبة. وأحييك حياة طيبة يبتهج بها عمرك الجديد. ويتلو كذلك يحيي الله الموتى ألسنة العبيد. وأطهرك من الأوساخ. وأحمل إليك الإبليز فأطيبك به من عرق السباخ. وأنا هدية الله إلى مصرك. وملك عصرك القائم بنصرك. وكذلك أنمي مال السلطان. ولولا بركاتي عليك ومسيري في كل مسرى إليك لكنت واديا غير ذي زرع. وصاديا غير ذي ضرع. هذا ولم أتحرك إليك إلا بإذن أسمعه بأذن. وأخرج لأجلك من جنات عدن. وأدخل بعد إحيائك في البحر الأعظم. وقيل إنه جهنم. وتهتز طربا إذا رحلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015