جذيله. ولو شئت للفظت وأفضت. ولو قلت لأصدرت وأوردت. ولجلوت الحق في معرض بيان يسمع الصم. وينزل العصم. فقلت: يا فاضل ادن فقد منيت. وهات فقد أثنيت. فدنا وقال: سلوني أجبكم. واسمعوا أعجبكم. فقلنا: ما تقول في امرىء القيس. قال: هو أول من وقف بالديار وعرصاتها. واغتدى والطير في وكناتها. ووصف الخيل بصفاتها. ولم يقل الشعر كاسبا. ولم يجد القول راغبا. ففضل من تفتق للحيلة لسانه. وتنجع للرغبة بنانه. قلنا: فما تقول في النابغة قال: يثلب إذا حنق. ويمدح إذا رغب. ويعتذر إذا رهب. ولا يرمي إلا صائبا. قلنا فما تقول في زهير. قال: يذيب الشعر والشعر يذيبه. ويدعو القول والسحر يجيبه. قلنا: فما تقول في طرفة. قال: هو ماء الأشعار وطينتها. وكنز القوافي ومدينتها. مات ولم تظهر أسرار دفائنه. ولم تفتح أغلاق خزائنه. قلنا فما تقول في جرير والفرزدق. وأيهما أسبق. فقال: جرير أرق شعرا. وأغزر غزرا. والفرزدق أمتن صخرا. وأكثر فخرا. وجرير أوجع هجوا وأشرف يوما. والفرزدق أكثر روما. وأكرم قوما. وجرير إذا نسب أشجى. وإذا ثلب أردى. وإذا مدح أسنى. والفرزدق إذا افتخر أجزى. وإذا احتقر أزرى. وإذا وصف أوفى. قلنا: فما تقول في المحدثين من الشعراء والمتقدمين منهم. قال: المتقدمون أشرف لفظا. وأكثر من المعاني حظا. والمتأخرون ألطف صنعا وأرق نسجا. قلنا: فلو أريت من أشعارك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015