الأمين. وهاجت الدهماء. وكثر الضلال والعمى. فلم يبق من الإسلام إلا اسمه. ولا من الدين إلا رسمه. وأنتم عباد الله غير الله معذورين من الله بتغيير ذلك. ولا متروكين عن المؤاخذة بذلك. فتوبوا وصححوا التوبة قبل إغلاق بابها. وقبل طلوع الشمس من مغربها. فبكى القوم حتى كاد أحدهم لا يستطيع الحركة. إلا إذا آخر حركه. ولقد رأيت الواحد يسبح في دموعه. وكدت من زفراته أعلم عدد ضلوعه. ولما رأى الخطيب القوم كجزوع نخل منقر. هرب كالسيل المنهمر. وتبعته في طريقته. لأطلع على حقيقته. فالتفت إلي وقال: يا مهدي. ارجع أنا أبو الظفر الهندي. فرجعت إلى رفقتي السابقة. وجوانحي من كثرة البكاء والخوف خافقة

نخبه من مقامات بديع الزمان الهمذاني

المقامة القريضية

حدثنا عيسى بن هشام قال: طرحتني النوى مطارحها حتى إذا وطئت جرجان الأقصى. فاستظهرت على الأيام بضياع أجلت فيها يد العمارة. وأموال وقفتها على التجارة. وحانوت جعلته مثابة. ورفقة اتخذتها صحابة. وجعلت للدار. حاشيتي النهار. وللحانوت ما بينهما. فجلسنا يوما نتذاكر القربض وأهله وتلقاءنا شاب قد جلس غير بعيد ينصت وكأنه يفهم ويسكت وكأنه لا يعلم. حتى إذا مال الكلام بنا ميله. وجر الجدال فيناذيله. قال: قد أصبتم عذيقه. ووافيتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015