ورويت لنا من أخبارك. قال: خذهما في معرض واحد وقال:

أما تروني أتغشى طمرا ... ممتطيا في الضر أمرا مرا

مضطبنا على الليالي غمرا ... ملاقيا منها صروفا حمرا

أقصى أماني طلوع الشعرى ... فقد عنينا بالأماني دهرا

وكان هذا الحر أعلى قدرا ... وماء هذا الوجه أغلى سعرا

ضربت للسر قبابا خضرا ... في دار دارا وإوان كسرى

فانقلب الدهر لبطن ظهرا ... وعاد عرف العيش عندي نكرا

لم يبق من وفري إلا ذكرا ... ثم إلى اليوم هلم جرا

لولا عجوز لي بسر من را ... وأفرخ دون جبال بصرى

قد جلب الدهر عليهم ضرا ... قتلت يا سادة نفسي صبرا

قال عيسى بن هشام: فأنلته ما تاح. وأرض عنا فراخ. فجعلت أنفيه وأثبته. وأنكره وكأني أعرفه. ثم دلتني عليه ثناياه. فقلت: الإسكندري والله. فقد كان فارقنا خشفا. ووافانا جلفا. ونهضت على إثره. ثم قبضت على خصره. وقلت ألست أبا الفتح. ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين. فأي عجوز لك بسر من را. فضحك إلي وقال:

ويحك هذا الزمان زور ... فلا يغرنك الغرور

لا تلتزم حالة ولكن ... در بالليالي كما تدور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015