غلب علي الفكر والوسوسة. ولما قدمت عليهم. ونظرت عيني إليهم فإذا الرجل والفتى لبسا أحسن الملابس. وتصدرا أعلى المجالس. وتأملهما ووقفت على التحقيق. أنهما من جملة أصحابي في الطريق. وأردت أن أظهر القضية. وأوطن النفس على الأمنية أو المنية. ثم رأيت أن الصبر بمثلي أحرى. فاحتسبت الثواب في الدار الأخرى. ثم سألت عنه وعن الفتى. فقيل: هما رحلة الصيف والشتاء أبو الظفر الهندي ونجله الأديب. اللذان عليهما شعرة الذيب. فسألت الله الأمان والظفر. في الإقامة والسفر

المقامة الوعظية

روى الناصر بن فتاح قال: اشتاقت نفسي إلى الأترنج. فسألت عنه فقيل لي إنه لا يوجد إلا في بلدة صرنج. فسافرت إليها مع جماعة من الأدباء. والعلماء والخطباء. فلما وصلنا إلى فنائها. سألنا عن علمائها. فقيل ليس بها إلا الحاكة والصابغون. والحدادون والصائغون. وفيها جماعة من الحكماء والعلماء الأعلام. ولكنهم قد تغيروا بصحبة الحكام. وقد فشافيها فعل الحرام والظلم. ولم ينتظم لحاكمها حكم. فقلت لأصحابي: إني أرى في السفر السلامة. والعطب والضرر في الإقامة. وأخشى أن يخسف الله بهم الأرض. ونهلك بسببهم فسافروا تغنموا. وتجنبوا مواضع التهم لئلا تتهموا. فلما وعت كلامي المسامع. قالوا: ما منا إلا مطيع لك وسامع. ولما خرجنا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015