دع الاضطراب. وأسمع الجواب. ثم اشتغل عنه بأمر رعيته. فاضطرب الشيخ على جاري سجيته. وقام منتصبا. وأنشد مضطربا:

أشكو إلى حبر الزمان وقسه ... من جن هذا الحي بل من إنسه

وأقول يا عين الألى عشقوا الندى ... صدقا وشادوا حصنه من أسه

أبطا الجواب على الكئيب وطالما ... قد كان ينثر دره من حدسه

والمرء لا يرجو الكريم سوى إذا ... سئم اللبيب من الأذى عن نفسه

وأخو الندى يسقي غروس نواله ... سقي الحيا لزروعه ولغرسه

لا تطو كشحا عن جوابي إنني ... كالميت يرجو نشره من رمسه

فقال الفتى مغضبا. وأشار إلى الشيخ مخاطبا: يا أذل من وتد. ويا كثير الحسد. هل اطلع على أبياتك أحد. ثم التفت إلى الوالي. وقال ودمع خديه كاللآلي:

يا من زكت في الأصل دوحة غرسه ... وسما بفضل حازه وبحدسه

لا تصغ للعذال فيمن قد حوى ... فضلا ولم يرض الأذى من نفسه

وأراد أن يمشي إلى السادس. فقال الوالي: حسبك أيها الفارس. ثم إنه أعطى الشيخ مثل ما أعطى الفتى. وأصلح بينهما وقال: قد ضل من بغى وعتا. فخرجا من داره. وقلبي يصلى بناره. وضاق علي الفضا. وشب في فؤادي جمر الغضا. حيث سرقت مني الأبيات. ولم أقدر على الإثبات. وأخفيت ما أجنه الضمير. خوفا من أن أكون أضحوكة للكبير والصغير. وذهبت إلى رفقتي في المدرسة. وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015