وحللت موضع عزة ... فوق السهى ولك الندى
وحويت فضلا ما له ... من منتهى فبك الهدى
فهب الألوف تفضلا ... فلأنها سم العدى
فسر بها الوالي وأعطاه هبة جزيلة. وخلعة جميلة. فقام شيخ وقال: أيها الوالي هذه أبياتي وإنها سداسية الأجزاء. فانظر كيف سرقها وأخذ عليها الجزاء. وهي من كامل البحر ومن ضربه الثاني. فردها إلى الثامن قصدا لخفض شاني. فقال له الوالي: كيف قلت. فقال:
يا صاحب النفس الأبية والنهى ... حزت المدى فاشكر نعيم الباري
وحللت موضع عزة فوق السهى ... ولك الندى والذكر في الأمصار
وحويت فضلا ما له من منتهى ... فيك الهدى والنور في الأسحار
فهب الألوف تفضلا فلأنها ... سم العدى ومسرة الأخيار
فالتفت الوالي إلى الشاب. وقال له: يا دنس الإهاب. أما تعلم أن سرقة الشعر كسرقة البر والشعير. وأن من تجرأ على أخذ القليل تجرأ على الكثير. فقال: أيها الوالي. جعل الله كعبك العالي. إمتحنا فعند الامتحان. يكرم المرء أو يهان. ومع التعديل والتجريح. يعرف الفاسد من الصحيح. فقال الشيخ: لقد نطقت بلساني. وعبرت عما في جناني. فمر أيها الوالي من أردته أن يبتدي. ليتبين لك المعتدي. واشتغل الوالي ببعض شانه. عن الشاب وامتحانه. فاضطرب الشيخ اضطراب الرشا. وظن أن الوالي ممن يقبل الرشى. فقال له الوالي: