سأقتل ابنك صبرا أو تجيء بها ... طوعا فأنكر هذا أي إنكار
فشك أوداجه والصدر في مضض ... عليه منطويا كالدرع بالنار
واختار أدراعه أن لا يسب بها ... ولم يكن عنده فيها بحتار
وقال لا نشتري عارا بمكرمة ... واختار مكرمة الدنيا على العار
فصان بالصبر عرضا لم يشنه خنا ... وزنده في الوفاء الثاقب الواري
والسموءل من شعراء الجاهلية المجيدين وله في الحماسة اللامية المشهورة. ومن شعره أيضا إني إذا ما الأمر بين شكه=وبدت عواقبه لمن يتأمل
وتبرأ الضعفاء من إخوانهم ... وأناخ من حز الصميم الكلكل
أدع التي هي أرفق الخلان بي ... عند الحفيظة للتي هي أجمل
وله:
يا ليت شعري حين أندب هالكا ... ماذا تونبني به أنواحي
أيقلن لا تبعد فرب كريهة ... فرجتها بشجاعتي وسماحي
ولقد أخذت الحق غير مخاصم ... ولقد بذلت الحق غير ملاحي
قيل كان حنين اسكافا من أهل الحيرة ساومه أعرابي بخفين فلم يشتر منه شيئا فغاظه. فخرج فعلق أحد الخفين على شجرة في طريقه وتقدم قليلا وطرح الأخرى وكمن. فجاء الأعرابي فرأى أحد الخفين فوق الشجرة فقال: ما أشبهه بخف حنين لو كان معه الآخر لتكلفت أخذه. وتقدم فرأى الخف الآخر مطروحا فنزل وعقل بعيره وأخذه ورجع ليأخذ الأول. فخرج حنين من الكمين فأخذ بعيره وذهب ورجع الأعرابي إلى حيه بخفي حنين
هو ابن الأوس الازدري وكان من العدائين. ومن حديثه فيما ذكر أبو عمرو الشيباني أنه خرج الشنفرى وتأبط شرا وعمرو بن براق. فأغاروا على بجيلة فوجدوا لهم رصدا على الماء. فلما مالوا له في جوف الليل قال لهم تأبط شرا: إن الماء رصدا وإني لأسمع وجيب قلوب القوم. فقالا: ما سمع شيئاً وما هو إلا قلبك يجيب. فوضع أيديهما على قلبه وقال: والله ما يجيب وما كان وجابا. قالوا: فلا بد لنا من ورد الماء. فخرج الشنفرى فلما رآه الرصد عرفوه فتركوه حتى شرب الماء ورجع إلى أصحابه. فقال: والله ما بالماء أحد. ولقد شربت من الحوض. فقال تأبط شراً: بلى ولكن القوم لا يريدونك إنما يريدونني. ثم ذهب ابن براق فشرب ورجع ولم يتعرضوا له. فقال تأبط شراً للشنفرى: إذا أنا كرعت من الحوض فإن القوم سيشدون علي فيأسرونني. فأذهب كأنك تهرب ثم كن في أصل ذلك القرن فإذا